السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا إنسانة جامعية عمري 25عندي ولد وبنت امر بحالة نفسية صعبة افكر بالانتحار وقتل اطفالي حتي لا يعيشون من بعدي عن احد يعذبهم
بداية قصتي من شهر 10 عندما تزوج اخو زوجي وبعد زواجه قرر زوجي عمل مناسبة بمناسبة زواج اخية وهذا المناسبة تكون مشتركة بين 4 اشخاص ومن بينهم زوجي
على العموم لم يحضر قهوة وشاهي في تلك المناسبة الا انا واخذوها الرجال اما النساء عندهم قهوة من احد النساء لا ترتبط بها العزيمة فزعلت العروسة لن لم احد يقدرها وهي بداية المشكلة
فقامت العروسة واخوات زوجي بعمل المشاكل لي وظلمي بكلام لم اقوله على العموم قاطعت لمدة شهرين حتي لا تكثر المشاكل فزوجي غضب يريدني ان اختلط بهم وانا انسانة لا أحب المشاكل فقاموا اخوات زوجي وضغطوا على زوجي ان يعاملني مثل الجدار
فلم يصرف علي الا بالاكل ولم يكسني ومن الصباح الى اليل خرج البيت ويحرمني من الاختلاط بالناس في المناسبات حتي اني ماانام الليل من البكاء والتفكير شهرين ماطلعت من البيت مثل السجن
ويعاملني زوجي معاملة قاسية ماذا افعل والله العظيم افكر بالانتحار وجاءتني حالة بس اسكت مااتكلم نحو 5 ساعات من الضيقة والوحدة
أريد منكم الاستشارة ماذا افعل بزوجي مع اني شكيت عن اخي بس اهلي ناس طيبيين مايحبون المشاكل فيقولون اصبري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى .. والصلاة والسلام على النبي المصطفى .. وبعد ,,
أخيتي الحبيبة .. أم عبدالله .. حفظكِ الرحمن ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلًا ومرحبًا بكِ في موقع (المستشار).. شاكرين ومثمنين ثقتكِ الغالية بنا .. سائلين الله - عز وجل - أن تجدي ما تبحثي عنه فيه ..
عزيزتي ..
لو كل مشكلة تواجه الأسرة يقرر أفرادها الانتحار بدل إيجاد الحلول .. لما بقي أحد على وجه الأرض !.. كل البيوت تهب عليها رياح المشاكل من فترة لأخرى ,وهذا لا يعني أنهم غير سعداء أو أنهم أشقياء لا أبدًا ..
إذ أن السعادة لا تعني خلو الحياة من المشكلات إنما تعني أن يتجاوز الأفراد مشكلاتهم بأقل نسبة خسائر على المستوى (النفسي – العاطفي – الاجتماعي - الاقتصادي ...الخ) ولو أن هناك بيت يخلو من المشكلات لخلا منها بيت النبوة .. ثقي يا غالية أن لكل مشكلة حل ,بل أن بعض المشكلات خيرٌ لأصحابها؛ إذ أنها تحرك الماء الراكد وتسهم في تعديل وتحسين العلاقة في ظل الحلول والمقترحات المعمول بها لإنهائها .
وكما ذكرتِ في الاستشارة أن :
سبب المشكلة/ تقصير غير متعمد نتيجة عدم التنسيق الجيد بين المشاركين في إقامة المناسبة ..
وترتب على هذا السبب المعاملة التي وجدتها من زوجكِ و أخواته ..
فأقول وبالله التوفيق /
1- يجب أن تعلمي أنكِ غير ملزمة بتكليف نفسكِ فوق طاقتها إرضاءً لأخوات زوجكِ أو حمواتكِ , ويبقى أن التعامل بالأخلاق الطيبة والراقية سببًا لإخماد نار العداوات ,وكسبًا للقلوب ,وإعلاء للذكر الحسن بين الناس .
2- قوي ذاتكِ وثقتكِ بنفسكِ واجعلي بينكِ وبين ما يؤذيكِ من كلمات وسلوكيات زجاج عازل حتى يصطدم به فلا يصلكِ .
3- يلعب الحوار الإيجابي المغلف بالتفهم والاحتواء و الاحترام دورًا هامًا وأساسيًا لحل المشكلات ,دربي نفسكِ على هذا النمط من الحوارات باستخدام ورقة وقلم وتسجيل المفردات بوضوح كوضوحها في استشارتكِ.
ثم إلقاءها بعيدًا عن الانفعال بالوقوف أمام المرآة وتخيلي إلقاء هذا الحوار أمام زوجكِ حتى تري تعبيرات لغة جسدكِ بوضوح .. وتذكري أن الحوار الناجح يحتاج لعدة عوامل تُنجحه وتُثمره كالتوقيت الجيد -المكان المناسب - نبرة الصوت الهادئة الواثقة – البعد عن تراشق الاتهامات - حسن الاستماع والإنصات للطرف الآخر فالحوار أخذٌ وعطاء .
4- اعلمي - رعاك الله - أن العقل وهو في مكانه يستطيع أن يخلق نار من جنة وجنة من نار بمعنى آخر سعادتكِ من صنع أفكاركِ , عدلي زاوية نظرتكِ السلبية إلى درجة الإيجابية ,ولا تنظري إلى حرمانكِ من المناسبات وعدم خروجكِ من المنزل على أنه عزلة اجتماعية وسجن انفرادي.
بل انظري إليه على أنه فرصة رائعة لاسترخائكِ النفسي ووقت جيد لإعادة النظر في ثلمات علاقتكِ الزوجية و الوالدية والسعي لتعديلها وتحسينها من أجل زيادة الحب والاستقرار والأمان داخل الأسرة .
5- ابتكري طرق مميزة لقضاء وقتكِ داخل مملكتكِ .. اجعلي لكِ من اللعب مع أطفالكِ الألعاب التربوية ,ورواية القصص وتأليفها نصيبًا جيدًا منها , فالطفل يتعلم أكثر من خلال اللعب وبالتالي يمكنكِ زرع القيم والمهارات التي تحبين أن تشاهديها في أبنائكِ.
أثري ثقافتكِ بالمعلومات التي تساعدك في حسن تبعلكِ لزوجكِ ومعرفة أقصر الطرق للوصول إلى قلبه , وموقع (المستشار) زاخر بالموضوعات والمقالات في هذا الشأن ,كما يمكنكِ اقتناء الكتب التي تفيد في ذلك ومن الكتب القيمة أنصحكِ بكتاب (كيف تحاور للـ د. طارق الحبيب) , (كيف تجذب الناس كالمغناطيس للمؤلفة ليل لاوندس) , (شريط التربية بالحب للـ د. ميسرة طاهر) ستجدي بعضها متوفرًا في النت يمكنكِ تحميله..
بادري أنتِ وتوددي له استقبليه وودعيه بابتسامة ودعوة .. اختاري من الطعام ما يحبه وأعديه له .. احرصي أن تكون مملكتكِ جنة وارفة تهفوا لها نفس زوجكِ هدوءً ونظافةً وترتيبًا ورائحةً عطرة وبالأخص غرفة النوم ..
ولا تنسي في خضم مشاغل الحياة أنوثتكِ .. أشعريه بسعادتكِ في وجود أبنائكِ من حولكِ وقربه والعيش في مملكتكِ المستقلة ..
وفي الوقت المناسب بعد أن تتقني التدريب على الحوار أقيمي معه حوار هادئ واذكري أن ما حصل مجرد سوء فهم يمكن تجاوزه بالحوار والتوضيح ,ثم إن هذه المشكلة وغيرها يجب أن لا تقف أمام سعادتكما ومحبتكما لبعضكما واستقرار أبنائكما وأسرتكما .
6- أن الكلمة الطيبة والبسمة المشرقة والهدية الغير متكلفة وسائل قوية لكسب قلوب الناس ,وبالتالي اجعليهم عدتكِ في كسب قلب أم زوجكِ _ إن كانت على قيد الحياة _ فقلب الزوج دائمًا عند والدته ,وبالتالي تكوني قد اختصرتِ المسافة على نفسكِ في إخماد الشحناء التي كانت ,وكسبتي أخوات زوجكِ .
7- لا قوة لنا إلا بالله .. استمدي قوتكِ منه سبحانه واشحني نفسكِ بالطاقة الإيجابية بالتقرب منه بكثرة الأعمال الصالحة خاصة الصلاة على وقتها في خشوع فإنها طمأنينة القلب ,وأمانه يقول تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
واحرصي على أذكار الصباح والمساء فهي حصن المسلم ولا تنهي يومكِ إلا بقيام الليل ولو ركعتين قبيل آذان الفجر , أكثري من الدعاء وتحيني الأوقات مظنة الإجابة.
أكثري من قول :(حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) ,يقول - صلى الله عليه وسلم -: " من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله عز وجل ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة " , (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى ربنا راغبون).
(اللهم اجعل همي الآخرة) ولا تنسي الاستغفار فلا يمضي يومك إلا وقد استغفرتي 100مرة ,قال - صلى الله عليه وسلم -: " استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله في اليوم 100 مرة " , وقال " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجًا ومن كل همٍ فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب " ,أحسني الظن بالله واصدقي الالتجاء له والاستعانة به والتوكل عليه وابشري بما يسركِ .
8- يبقى آخر وأهم خطوة لتحقيق الأهداف ونجاحها وهي الصبر .. طبقي ما أوردت من نصائح بروحٍ متفائلة واثقة بما عند الله لمدة 3 شهور مع تسجيل ملاحظاتكِ في ورقة وستري نتائج مرضية - بإذن الله تعالى - وتذكري - بارك الله فيكِ - أننا هنا من أجلكِ .. و يسعدنا ويشرفنا أن ترسلي لنا كلما احتجتِ فستجدي أذنٌ مصغية وقلبٍ محب ويدٍ تسعد بالمساعدة ورأيٍ رشيد - بإذن الله - وفقنا الله وإياكِ لما فيه الخير والسداد .
ختاماُ:
أسأل الذي رفع السماء بلا عمد أن يشرح صدركِ ويزيل همكِ و يصلح شأنكِ ويسعد قلبكِ بتحقيق ما تحبين , وأن يظلل عليكِ وعلى أسرتكِ ظلال المحبة والتفاهم والاحتواء والأمان والسكينة والرحمة ويقر عينيكِ ببر أبنائكما لكما ..
إنه جوادٌ كريم .
وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. دمتِ بود ..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار